مازلت أشتاقك
يا عيون البحر تنادى
يا رحيق الصبر يُفادى
يا صمت الليالى تحاكى
مازلت أشتاقك
يا زُهر الورد النادى
يا أمل الدهر الباكى
يا سرمد القلم الشاكى
مازلت أشتاقك
أتسمع هذا النداء ؟
فلقد أسكرت ياء النداء
وأجهضت ألف الفناء
وما بينهما تاه هباء
مازلت أشتاقك
أشتاق لهمس تلك الليالى
واجتياح نغماتك لآهاتى
ومداعبتك لحروف عذاباتى
مازلت أشتاقك
فكون كما تبغي
أبعد حد العناد
أجرح أبد السهاد
أهجر شط الميعاد
يوم تعود
يوم التباهى
يوم التعالى
يوم الضحكات
لكنى لست فى نفس المكان
فلقد أتخذت من غربتك موطنا
ومن قسوتك رفيقا
ومن بعدك مرفئا
فلقد رحلت مع تلك الموجات المسافرة
لأرض غير أرضك
لسماء غير ظلك
لهواء غير أنفاسك
لسكن غير عينيك
وجعلت من اشتياقي سلوه
ومن حروفى حجة
ومن كلماتى عبره
ومن ورقتي دمعه
فمازلت أشتاقك