فلتعذروني لاني سأقوم بأنتهاك حرمة الحرف واجرده من لباس الكلمات الغامضة وما اجمله من انتهاك...
لي ما يبرر وحشتي هذا الصباح
كأن أغض الطرف عن ورد الحديقة
و ابتهاج ابن اخي بأفراخ الحمام
لي ما يبرر وحشتي هذا الصباح
فإن أمي تشتكي صمماً و قد عشيت
لماذا لا أكف عن اتصالي الهاتفي بها ؟
و إرسال المزيد من التصاوير الحديثة ؟
هل يرى الأعمى من القنديل أكثر من ظلام ؟
لي ما يبرر وحشتي هذا الصباح
فإن نوف جاءها طفل مشتول الذهن
نهلة كانت القنديل في ليل الطفولة
ضاحكتني مرة .. فكبرت !
أذكر أنني ، في ذات وجد ٍ ،
قد كتبت قصيدة عنها
و حين قرأتها في الصف
صفق لي المعلم
غير أن بقية الطلاب أضحكهم هيامي
نوف ..
"لكِ نونٌ ..
و لباقي نسوةِ العالمِ..
نونْ !"
كي يكتمل مشروع نون النســــوة
لي ما يبرر وحشتي وماالذي سوف نراه من ضياء المسرجة ؟؟!
غيرالآم تبدت في الوجوه .. ماالذي سوف نراه ؟
غير أثواب الحداد وبقايا جدي
الثوب ! العصا ! المسبحه !
أي حرف بث في روحي الشجن!!!
إلا أني مسلم بقضاء الله ،راضي به..
اللهم ارحم موتانا،واجمعنا بهم في جنات النعيم,,
لي ما يبرر وحشتي هذا الصباح
كأن أصيخ السمع للماضي الذي لم يأت بعد
و أن أعيد صياغة النص الذي
أهملته عامين
لا أدري لماذا لا أكف عن التلفت للوراء
ولا أمل من التأمل في حطامي
ثمة حروف بنكهة الشعر.. وألم الوجد..
وألق الوجع الممتد في أرواحنا،بلا حدود..
من قال إن الشعر وهم؟؟..
..لا..بل هو اللغة التي تقتحم أشواقنا الغائبة في زحمة الحياة..
ولهاث التعب اليومي..
دعوني هنا،أسكب بعض ما أرقني من شعر،باذخ الوجع..
ولتنهمر حروفي هنا ايما انهمار..
على وعد ، على وعد...
بأن النبع يوما سوف ينبثقُ...
وتخضر القفار الجُرْد،لو تخضر يوماً ثم تحترقُ...
ونقطف لحظة ما أنبت الوهجُ..
وما صبت سيول الليل،تزبد ثم تصطفقُ..
بقلب التربة العطشى..
تهز رمالها الوسنى ..
ويحيي ليلها الأرقُ
تأرق مثقل بالحب،تشعله الحياة فَوقْدها حرق..
***
على وعد ..على وعد..
بأن الظل سوف يمد لنا جناحه الأخضرْ..
ويدعونا إلى وكرهْ...
ويبسط فوق صفرة دربنا نضرةْ..
ويحضننا إلى صدرهْ...
نذوب بلينه المعطي..
ونعطي وجدنا المرهقْ..
حنان الظل يغوينا
ويسكرنا الندى الريقْ
***
وسرنا...حلمنا في العين،يدعونا فنستبقُ..
ويلقينا الطريق إلى..فجاج غير ما نهوى..
يقول خذوا عطائيَ،ها أنا أغدقْ...
وغير عطائه شئنا..
وما شئناه ما أعطى..
ونحن ونحن ما زلنا..
بوجه الريح نرتقبُ..
على وعد ..على وعد..
بأن النبع يوما سوف ينبثقُ...
الشعر معاناة..
رغيف يابس،وماء مر..
ولو كان كعكاً،لما صار شعراً يشدنا،ويوقظ الوجع فينا.. < ناقص تقول ومعها فطيرة دونات
وأتى المساء..
في غرفتي دلف المساء..
والحزن يولد في المساء، لأنه حزن ضرير..
حزن طويل كالطريق من الجحيم إلى الجحيم..
حزن صموت..
والصمت لا يعني الرضاء بأن أمنية تموت..
وبان أياما تفوت..
وبأن مرفقنا وهن..
وبأن ريحا من عفن..
مس الحياة ، فأصبحت وجميع ما فيها مقيت..
جئتك ِ الآنَ أُواسـيك ِ بموتي ..ألحِديني صدرَك ِالطفلَ ..انـْسِـجي ليْ من مناديل ِ المراثي ... كـَفـَنا ..
فكـِّري أن تجدي إسـما ً جديدا ً للذي كان أنا .. فأنا ـ الواقفَ ما بين يديك ِ الآنَ ـ ما عـُدتُ هنا ..
جَسَدي حيٌّ ولكنَّ رفيفَ القلب ِ في صحراء يومي دُفِـنا ..ربما وجهي كما كان قديما ً ..
ومكاني نفسُ ما كان قديما ً غيرُ أنَّ الـزَّمَـنا ..
غيرُهُ الآنَ :
الصباحاتُ يتيماتُ السَّــنا ..والمساءاتُ ؟ ثـُكالى تسْـتحِث ُّ الشـَجَـنا .. والمشاويرُ ضنى ..
فأنا لستُ أنا .. هَـزُلَ الجسمُ وجُـرحي سَـمُـنا .. فتـِّشـي تحت رُكام ِ القهر ِ عني
في الذي كان يُسَـمَّى وطـَنـا .. قبلَ أنْ يَـنسَـجـِنا .. في أضابير ِ السـفارات ِ
الدهاليز ِ سَـراديب ِ الخـَنا .. والخِطابات ِ التي تـُكـتـََبُ في وجهين ِ :
وجه ٌ يَتـَهَـجّاهُ الدراويش ُ علينا كلما أوشـَكت ِ الأرضُ على الرعد ِ
ووجه ٌ في رحاب ِ " المعبد ِ الأبيض ِ "تـُرْضي " الـوَثـَنا " ..
سَـلـَّموا للغرَباء الرَّسَـنا ..! ومشى خلفَ الخيول ِ السـادة ُ الأعيانُ جَـهْـرا ً
مُـتـَحَنـِّينَ بـ " روثِ الجاه ِ " طـُلأّبَ كراس ٍ .. وغِنى .. نَضُبُ الينبوع ُ .. والحـَتـْفُ دنا ..!
للمُــرائينَ المـرايـا .. والتوابيتُ لنا ! ولهم شـَهْـدُ العناقيد ِ وأشـواكُ البساتين ِ لنا ..!
ولهم ـ باسم ِ إله ِ الحرب ِ ـ ما يفضُـلُ من مائدة ِ الجنـَّـة ِ والنارُ لنا ..!